الثلاثاء، 22 أبريل 2014

هل هناك قانون للاضراب في المغرب؟- د احمد العواني


هل هناك قانون للإضراب في المغرب؟

الجامعة الوطنية للتعليم: النشأة و المبادئ

الجامعة الوطنية للتعليم: النشأة و المبادئ

    انعقد بمقر الاتحاد المغربي للشغل بالرباط يوم 31 دجنبر 1955 ، المؤتمر التأسيسي للجامعة الوطنية  للتعليم ـ هذا الأخير، شكل حدثا  تاريخيا رائعا ـ حيث لم يأت نتيجة رغبة ذاتية أو خاصة ، أو رهانات حزبية أو قرار حكومي أو إداري ، بل جاء استجابة لضرورة تاريخية ، وتعبيرا عن مصالح ومطامح خالصة لنساء ورجال التعليم .   
  كما رسم المؤتمر التأسيسي للجامعة معالم النضال النقابي في واجهتين : الطبقي والوطني ـ إذ مزجت الجامعة الوطنية  للتعليم بين الدفاع عن مصالح نساء ورجال التعليم الطبقية ، وبين المساهمة في النضال الوطني دفاعا عن كرامة الوطن واستقلاله وحريته ، حيث أدركت بيقين خالص وصادق ، وبوعي مبدئي ثابت ، أن النضال النقابي جزء لا يتجزأ من نضال الطبقة العاملة والشعب المغربي من أجل الحرية والاستقلال والكرامة .
ومن جهة أخرى ، حدد المؤتمر التأسيسي ، هوية التنظيم النقابي لنساء ورجال التعليم بربطها بهوية الطبقة العاملة المغربية بقيادة الاتحاد المغربي للشغل .
هذا ما أكده الأخ المحجوب بن الصديق ، الأمين العام للاتحاد المغربي للشغل ، في كلمة التحية التي ألقاها في المؤتمر التأسيسي ، حيث أشاد بامتزاج العاملين بالتعليم بالطبقة العاملة ، وقال :
    " إن عصرنا عصر جماهير وتكتلات ـ والذين يعيشون في أبراجهم العاجية  لا يستطيعون أن يساهموا في مصير بلادهــم " .
   كما تبنى المؤتمر التأسيسي المبادئ الأساسية للجامعة الوطنية  للتعليم والتي قامت على ثلاث دعائم : الوحدة النقابية ، استقلالية الحركة النقابية والديمقراطية الداخلية , واعتبرت الجامعة أن المبادئ الثلاثة شروط ملازمة لسلامة وصحة العمل النقابي الأصيل .

1 ـ الوحدة النقابيــة : تكمن قوة الجامعة في العدد الهائل لمنخرطيها ، في تماسكهم وتضامنهم ، وفي قدرتها على حشد هذه الأعداد الكبير للنضال النقابي . اعتبرت نقابتنا أن شروط الوحدة تكمن ، من جهة في الوضوح الثقافي / الفكري للنقابة ( على خلاف الغموض المؤدي إلى البلبلة والتباين والانقسام ...) .ومن جهة أخرى في التوفر على مطالب تعبر فعليا عن إرادة المنخرطين. ومنذ البداية عملت على أن تكون المطالب واضحة ومستعجلة ومشتركة ومعبئة، وذلك بهدف خلق تضامن كل مكونات القطاع ، وبغرض القضاء على الفئوية والحلقية والتنافس والانقسام داخل الأسرة التعليمية . وقد أكدت الجامعة الوطنية للتعليم أن في التنوع والاختلاف الإيديولوجي والسياسي إثراء للنقابة ـ وآمنت بالتعدد داخل الوحدة ـ واعتبرت نفسها جزءا من الاتحاد المغربي للشغل ،وأن النضال من أجل الوحدة جزء لا يتجزأ من النضال النقابي الأصيل ، وأن الوحدة شرط ذاتي ضروري للقوة والنضال والصمود والانتصار . إلا أنها أكدت أن الحفـاظ على الوحدة يمر عبر احترام الديمقراطية النقابيـة .
2 ـ الديمقراطية الداخلية: الشرط الثاني للسلامة النقابية والضامن للوحدة النقابية، إنها أساس التنظيم النقابي المتين ، المتماسك والراسخ . وتعنى حق كل عضو في النقاش الحر وفي المشاركة في اتخاذ كل القرارات.ومن شروطها التحلي بأخلاق نضالية قائمة على الاحترام المتبادل، وعلى مزج النقد بالنقد الذاتي، دون أن يصبح النقد أداة للتنطع والاختلاف من أجل الاختلاف، دون أن يتحول إلى الشتم والقذف... ودون أن يصبح النقد الذاتي أداة للمنطق التبريري وللهروب من المسؤوليــة .
إلا أن الديمقراطية النقابية لا تعني التسيب والفوضوية، بل احترام قرارات الأغلبية رغم الاختلاف معها، احترام القنوات التنظيمية للنقابة, أي الانضباط النقابي باعتباره أحد أسلحة وقوانين النقابة الناجحة، إذ لا وحدة بدون ديمقراطية, ولا ديمقراطية بدون انضباط نقابي. فلا يجب للاختلاف  في الرأي أن يفقد النقابة صفة التجانس والتماسك والانسجام .
3 ـ الاستقلال النقابــي: الاستقلالية تعني رفض كل وصاية أو هيمنة حزبية أو حكومية كيفما كانت طبيعتها ـ حيث أن التبعية للحزب السياسي أو للحكومة تعني ضياع الاستقلال النقابي والمبادرة النقابيـة الحــرة...
إلا أن الاستقلال النقابي لا يعني أبدا استقلال العمل النقابي  عن النضال السياسي ، إن هذا المفهوم مخالف لهوية الاتحاد المغربي للشغل ولتاريخه ونضاله من أجل الحرية والعدالة الاجتماعية  والديمقراطية الحقة .
إن الاستقلالية النقابية لا تعني كذلك العزلة داخل المهنة ، لان الانعزالية داء النقابة القاتل ، فالجامعة الوطنية  للتعليم الواعية بدورها التاريخي ترفض كل فكر انعزالي .

البشير الحسايني